أذكر عندما كنتُ أجد شيئا ضائعا لأحد أنني كنتُ أحرص وبشدة على العثور على صاحبه وإعادته إليه ليجد ضالته ويهدأ روعه لأنني مؤمنٌ أن الله سيجازيني بمن سيفعل هذا معي، بل وعايشت ذلك عيانا فلي قصص كثيرة أشبه بالخيال وأنا أبحث عن صاحب “اللقطة” لأُعيدها إليه أو إليها وفي المقابل قصص كثيرة في إضاعتي لأوراقٍ في غاية الأهمية أو محفظتي أو هاتفي ومن ثم عودتها إلي في ظروف أشبه بالخيال.
وأنا مؤمنٌ كذلك أن الغفلة عمّا يحدث لأهلنا في سورية وغيرها في أقطار الأرض ستؤدي إلى تشريدنا نحن في يوم من الأيام ونصير إلى المآل نفسه مالم نفعل شيئا ندفع به عنهم.
وأنا مؤمنٌ كذلك أن السكوت عن الظالمين وعدم نصرة المظلومين سيؤدي حتما إلى أن نشرب من كأس الظلم ذاته يومًا ما.
هي مُعادلةُ الحياة بأبسطِ صُورِها، كما تُدينُ تُدان.
والإنسان بلا شك يلمسُ أثر تلك المُعادلة في كل ما يجري معه وحوله بما فيها ابتسامتك للناس أو مساعدتك لهم.
أكتبُ هذا الكلام حتي أُبيّن خطر الإحجام في بعض الأحيان عن القيام بالفعل أو إبداء الرأي في قضايا نراها مهمة وخطيرة خوفًا من مَغبّة ذلك. إذ لا خيرَ في حياة ذُلٍ وخوف؛ ذَلَّ مَن يَغبِطُ الذليلَ بِعيشٍ – رُبَّ عَيشٍ أخفُّ مِنه الحِمامُ.
لذلك يتوجب علينا القيام بأضعف الإيمان والصدع بالكلمة سائلين الله عز وجل أن يرفع عنا ظلم شرار خلقه ويُمكّنَ لمن اتقاه من عباده. وأن يأتي الزمان الذي يعمُّ فيه العدل ويهنأ به الإنسان بالكرامة والعزة وتُلبى احتياجاته الأولية لينطلق لدوره في البناء وخلافة الأرض.