خذوا الثقيلة … (كما يقولون في الأفلام المصرية “إضرَب دِي” )

تقرير الأمم المتحدة عن الفقر في الولايات المتحدة والذي صدر الشهر الماضي، يقول بأن الولايات المتحدة وهي أغنى دولة في العالم إلا أنها مقارنة بالدول المتقدمة:
١. لديها أكبر نسبة فقر
٢. أكبر نسبة سجناء 
٣. أكبر نسبة وفيات للرضّع
٤. أكبر نسبة من المرضى (الأكثر تعرضًا للأمراض) والأقل في متوسط العمر
٥. أكبر معدل لتفاوت المدخولات
٦. أقل نسبة تصويت (وذلك كما يذكر التقرير لوجود إجراءات متعمدة تحد من وصول الناس إلى الصناديق).

رابط التقرير

ولم يتطرق التقرير إلى “الفقر المقنّع” الذي يعيشه الكثيرون من خلال القروض الربوية التي حولتهم إلى “عبيد” للبنوك ولكن عبيد بربطة عنق وسيارة آخر موديل.

ولم يتطرق كذلك إلى أن كلفة العلاج هي الأعلى في العالم.

الصيت أن أمريكا هي أكثر الدول تقدمًا و أنها بلاد الأحلام هو نتاج حملات دعاية وإعلان ضخمة على مدى عقود هدفها تعميق وتعزيز الهيمنة الأمريكية في نفوس البشر وامتصاص الكفاءات من كل دول العالم، وذلك بالإضافة إلى الهيمنة على الاقتصاد العالمي من خلال فرض الدولار هو ما يضمن بقاء أمريكا متربعة على العرش كدولة أولى.

وهنالك كلمة مهمة قالها الدكتور عبدالوهاب المسيري في حديثه حول منهجية الفكر الغربي: أن الشعوب الغربية في حقيقتها مسحوقة أكثر منا رغم مظاهر الغنى. طبعا لا نتحدث هنا عن الطبقة الوسطى أو الغنية.

والأمر يتجاوز الإشكالية الاقتصادية إلى الفلسفة الماديّة الطاغية في الغرب والتي تجرد الإنسان من الروح والقيم وتجعل منه سلعة مطروحة للبيع والشراء في السوق وتقوم المنظومة المسيطرة على السياسة والإعلام والمال على تهيئة الناس وتأطير اهتمامتهم وأفكارهم ليعيشوا ضمن بعد واحد وهو البعد الاستهلاكي الصرف. بعيد عنكم عملية جعل الشعوب دواب.

وليست الشبكات الاجتماعية إلا مثال على ذلك. فنحن كلنا في الفيسبوك وتوتير وانستغرام ويويتوب وغيرها من المواقع لسنا سوى سلعة تبيعها تلك الشركات إلى شركات الدعاية والإعلان أو إلى أجهزة المخابرات حول العالم أو إلى الأحزاب السياسية لتستغلها في التأثير على الرأي العام أو حتى توجيهه لشغلة بقضايا دون أخرى. (بيشتغلونا يعني – بالمصري)

حتى إن هنالك مقولة عند شركات الشبكات الاجتماعية تقول: هيئ مصائد جيدة للفئران والفئران ستأتي
(Build good mouse traps and mice will come)

يعني في النهاية تلك الشركات لا تقدم لنا خدمة مجانية “لسواد عيوننا” بل لأننا نمثل لها الصيد والسلعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *