ملخّص كلمة الأستاذ أحمد الخطواني:
– حولت مسرحية جنيف ٣ القضية السورية من قضية ثورة ضد نظام طاغية مجرم ظالم إلى قضية لاجئين وإلى قضية إنسانية، تماما كما صنعوا مع الفلسطينيين من قبل. وقد قبلت به مجموعات المعارضة ومنها “الإسلامية” للأسف.
– أثناء التفاوض المزعوم ازدادت الغارات الروسية والقصف العشوائي والتدمير والقتل والتجويع والحصار، ولم يعطِ النظام الدولي أي وزن لأهلنا الأبرياء أو للمعارضة القادمة للتفاوض. فالأمم المتحدة تمارس فرض الحصار والجوع على الناس لتدعيم النظام، كما فعلت في البوسنة والهرسك حيث وقفت بجانب الصرب في مذابحهم.
– المعارضة كانت رافضة للذهاب إلى جنيف، لكن السعودية (بوصفها الذراع الأمريكية) ابتزتها من خلال التهديد بإيقاف الدعم. وحتى بعد أن ذهبت المعارضة إلى جنيف قاموا بمماطلة وإيقاف التفاوض والاستهزاء بالمعارضة طالبين منهم تقديم المزيد من التنازلات ومَنْح النظام الروسي المزيد من الوقت لهزيمة الثورة في الشمال.
– لم يجرِ البحث عن أي حلول بل كان الاقتصار على الجوانب الإنسانية والاجئين مما يؤكد أن القضية لم تعد تدور حول الحل السياسي، فالحل عندهم هو حل عسكري أمني بتجويع الناس وقتله وتشريدهم. فالمجتمع الدولي متمثلا بأمريكا والأمم المتحدة وروسيا وأذنابهم يتأمرون ضد الثورة والمعارضة لتفيتها وجعلها تسير في طريق الاستسلام وتقسيمها إلى معتدل ومتطرف.
والأنكى من ذلك أن السعودية التي تتزعم دعم المعارضة “المعتدلة” تقدمت بمباردتها لخوض حرب برية ضد تنظيم الدولة الإسلامية. في الوقت الذى يرى الجميع أن القصف والتدمير والإجرام إنما هو ناتج عن قصف النظام السوري والروسي فهي تذهب إلى العنوان الخطأ فتنظيم الدولة في مناطق بعيدة نوعا ما، وأي ما كان ما يرتكبه التنظيم من إجرام فهو مخدود جدا ولا يقارن بما يرتكبه النظام السوري والطائرات الروسية والذي يقوم بآلاف الطلعات يوميا تُلقى في كل طلعة العديد من القنابل الفراغية أو البراميل المتفجرة مما يتسبب في إجرام في يومٍ واحد يفوق ما فعله تنظيم الدولة منذ نشأته.
– للأسف انطلى الخداع على المعارضة وسارت بقدميها إلى حتفها ونهايتها، والصواب والأصل أن ترفض محادثات جنيف والمفاوضات مع النظام أو المجتمع الدولي وأن تعمل في طريق واحد وطريق واحد فقط وهو طريق اسقاط النظام بكافة أشكاله وهياكله ورموزه وذا الحل الوحيد ونسأل الله أن يهدي الثوار إلى هذا الحل.
– لقد تحولت مطالب الثوار من اسقاط النظام إلى بعض الجوانب الإنسانية، والذي أدى إلى ذلك هو شئ واحد وهو ركون المعارضين للظالمين من الحكام والجهات الخارجية. فعندما كانوا يقاتلون بالأسلحة الخفيفة وما يسيطرون عليه من غنائم من أسلحة النظام كانوا يكسبون أما عندما قبلوا بالتمويل فبدأت خسارتهم مما يؤكد أن النصر غير مرتبط أو مرتهن بتلك المساعدات الخارجية بل يأتي بالاعتماد على النفس بعد التوكل على الله.
– والمعارضة بهذا صارت شكل آخر من أشكال النظام وانتهت من خانة الثوار. فالنظام مُمَثلٌ بالمجتمع الدولي والمعارضة حركها المجمتع الدولي، فالنتيجة أن المجمتع الدولي يتحاور مع نفسه! ولذلك نحن لا نعترف بأي محارب وثائر في سورية يوالي أعدائنا، فالمعارضة التي توالي السعودية وتركيا وقطر والأردن واتسقت مع المطالب الأمريكية قد خرجت من كونها تمثل الثورة. فالذي يمثل الثورة هو الذي كافح وعارض ولا يتنازل ويثبت على المدأ ولا يستعين بظالم أو عدو.
– الخوف من الثورة ليس من خشية اسقاط شخص بشار الأسد بل من احتمال خروجهم عن النظام الدولي وقيام نظام إسلامي.
– رغم تراجع الوضع الميداني على الأرض لصالح النظام إلا أن الثورة ستستمر بحول الله بفضل الحاضنة الشعبية.
– والسلاح الأكثر مضاءً هو الفكر الإسلامي، ولا يمكن لكل الاسلحة الفتاكة أن تقضي على سلاح الفكر وقوة إرادة الأمة الإسلامية التي عُبئت بالعقيدة الصحيحة التي ينبثق عنها نظام ودولة.
استمعوا للأستاذ أحمد الخطواني