أولُّ مَن آمن بالنبي محمد صلوات الله وسلامه عليه لم يكن رجلا، إنما كانت زوجه خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها. وقفت خلف النبي كالجبل، تواسيه وتشد مِن أزره. وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في الوفاء لها وتقديرها.
أولُّ مَن استشهد في الإسلام لم يكن رجلاً، إنما كانت امرأة بمئة رجل، صبرت على عذاب قريش بشجاعة لا نظير لها. إنها سمية بنت الخياط صحابية جليلة فكانت أول مَن نال شرف الشهادة في الإسلام مِن الرجال والنساء.
يقول شوقي:
هَذا رَسولُ اللَهِ لَم — يُنقِص حُقوقَ المُؤمِناتِ
العِلمُ كانَ شَريعَةً — لِنِسائِهِ المُتَفَقِّهاتِ
رُضنَ التِجارَةَ وَالسِياسَةَ — وَالشُؤونَ الأُخرَياتِ
وَلَقَد عَلَت بِبَناتِهِ — لُجَجُ العُلومِ الزاخِراتِ
كانَت سُكَينَةُ تَملأُ — الدُنيا وَتَهزَأُ بِالرُواةِ
رَوَتِ الحَديثُ وَفَسَّرَت — آيَ الكِتابِ البَيِّناتِ
وَحَضارَةُ الإِسلامِ تَنطِقُ — عَن مَكانِ المُسلِماتِ
بَغدادُ دارُ العالِماتِ — وَمَنزِلُ المُتَأَدِّباتِ
وَدِمَشقُ تَحتَ أُمَيَّةٍ — أُمُّ الجَواري النابِغاتِ
وَرِياضُ أَندَلُسٍ نَمَينَ — الهاتِفاتِ الشاعِراتِ
إنما النساء شقائق الرجال ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم.