العيشُ في تُركيا

يسألني الكثير مِن الأخوة عن تركيا مستفسرين عن تفاصيل الحياة وكلفتها وتعامل الناس وفرص
العمل والتعليم والصحة وإمكانية الحصول على إقامة والحصول على الجنسية.

سأقدم لكم هنا خلاصة تجربتي وانطباعتي الشخصية وأنصح كل مَن يسأل أن لا يتوقف عند رأي شخصٍ واحد بل يواصل بحثه واستفساره حتى تتضافر لديه المعلومات وتتشكل لديه قناعته الخاصة.

كتبت هذه المقالة على عُجالة، فهي بذرة وقد ينقصها الكثير. لذلك سأضيف عليها بما يتفق مع الأسئلة التي تُطرح.

تعرفي على اسطنبول
زرتُ اسطنبول أولّ مرة لمدة قصيرة قبل خمس سنوات فأبهرتني المدينة بما فيها من تنظيم وبنية تحتية ومواصلات عامة ونظافة وجمال وتوفر الحدائق والمتنزهات إلى آخر ذلك بما يُضاهي أو يفوق حواضر العالم التي زرتها مثل نيويورك ولندن وسان فرانسيسكو. وتكررت زياراتي بعدها، فكنت كلما اتيحت لي الفرصة أثناء السفر أجعل اسطنبول نقطة توقف (ترانزيت) ليومين أو ثلاثة أعمق خلال معرفتي للبلد وزيارة الأماكن والتحدث مع الناس.

وكان قراري بعد ذلك شراء شقة في اسطنبول لتكون نقطة ارتكاز لي ولعائلتي. ومع أنني تعاملت مع كثير من المسوقيين العقاريين إلا أنني في النهاية اشتريت عن طريق أخ عزيز ”بلدياتي“ 🙂 لن أذكر اسمه حتى استأذنه.

طبيعة الناس بين التاريخ والثقافة
شعرت ومع تكرار الزيارات بالألفة؛ فالمساجد منتشرة بكثرة وروادها كُثُر (بالرغم مِن طغيان مظاهر الحياة المُتحللة). كما أنّ الناس (في معظمهم) صادقون وغير متكلفين في تعاملهم.

واصطدمتُ بأول حاجز لي هناك وهو حاجز اللغة. فالشعب التركي في غالبيته الساحقة لا يعرف البتة غير لغته، فهم لا يعرفون العربية ولا الإنجليزية (إلا ما ندر). فبدأت بتعلم المفردات التركية التي تلزمني للتسوق (بكم هذا، أريد أفضل منه، أريد أكبر\أصغر، هذا السعر مرتفع، ما هو آخر سعر … ) وجمل التحية والمجاملة والأرقام والألوان وأيام الأسبوع. ووجدتُ أن أهم ما يميز اللغة التركية أربعة أمور: الأول، تعقيد تركيب الجمل فالفعل عندهم يأتي في نهاية الجملة مثلا يقولو ”أخيك سيارته أخذتُ“ والثاني، تعقيد اللواحق (حيث أنها لغة لواحق) والثالث، اعتماد اللغة على قدر كبير من الاستعارات المجازية والرابع، الكم الهائل مِن المفردات العربية الأصل مما يسهل حفظها كثيرا.

وأدركت أنه لا يمكنك التعرف على الناس ومعرفة معدنهم بدون التحدث بلغتهم. فالأتراك وعلى الرغم من كونهم ودودين (في أغلبهم) إلا أنهم يضيقون ذرعًا عندما يتحدث معهم إنسان فيعجزون عن التواصل معه. وهذا ما يلمسه معظم السياح، فيظنون أن التركي جاف أو فظ.

ولا يخلو الشعب التركي طبعا مِن صنفين: الأول المُستغل الذي يُسيء لنفسه ولبلده (بعض سائقي سيارات الأجرة على سبيل المثال أو المسوقين السياحيين) والثاني القومي العلماني المتكبر. ولا يكاد يخلو بلد مِن هذين الصنفين. ولكن وبالمقارنة مع البلدان التي زرتها يبقى الشعب التركي مِن أطيب وأصدق الشعوب تعاملا.

وعليك أيضا أن تتذكر أن الشعب التركي مرّ بعملية اضطهاد مُريعة بُتر خلالها عن دينه وماضيه وتاريخه. وهذا ما يعلل طغيان مظاهر الحياة العلمانية البعيدة عن الإسلام. ففي الحقبة الأتاتوركية (وأتاتورك لا يزال – مع الأسف – الصنم المعبود ) مُنعت الكتابة باللغة التركية العثمانية والتي كانت تُكتب بالأحرف العربية، فأصبح الشعب بكامله بين ليلة وضحاها أُميّا وانقطع عن تاريخه. وتعرض الناس للقتل لمجرد اقتنائهم كتاب مكتوب باللغة العثمانية أو لبسهم للباس العثماني التقليدي. يعني وبالملخص حرب بلا هوادة على الشعب وثقافته.

وصفة أخرى لمستها في الشعب التركي وهي التخصص والإتقان. فهم لا يميلون للتفكير كثيرا في حلول متعددة كما أنهم لذلك لا يميلون لل ”فهلوة“ واللعب على أكثر من حبل. حتى إنك تكاد تضيق ذرعا أحيانا بأسلوب التفكير المباشر هذا. ولكن هذه حكمة الله بأن جعلنا شعوبًا وقبائل نختلف ونتمايز عن بعضنا.

وصفة أخرى مهمة جدا وغالبة على الشعب التركي هي التواضع واحترام الآخرين. فلم أشعر أبدا بالتمييز أو بأنني غريب أو أنني مواطن من الدرجة الثانية. بل يُعاملوك بكل احترام ولا يفرقون أبدا في المعاملة بينك والأتراك – رأيت ذلك في الدوائر الحكومية والأسواق والشارع وفي كل مكان.

والحق أنني وربما لهذه الصفات مجتمعة لم أشعر بالغربة أبدا أثناء وجودي في تركيا، فالموروث الثقافي يكاد يكون متطابقا، ولا تنس أننا انصهرنا كشعوب عربية وتركية على ما يزيد عن عشرة قرون — حتى أن أمثالهم وعاداتهم تتطابق في معظمها معنا. كما أنك أنك ستتفاجئ من العدد الكبير للكلمات التركية الأصيلة التي نستخدمها في لهجاتنا العامية في بلاد الشام ومصر مما يعطيك دلالة أكيدة على أننا شعوب قريبة جدا من بعضها.

الطفرة الاقتصادية
قبل مجيء حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان كانت تركيا ترضخ تحت حكم العسكر القميء، فجعلوا من جوهرة الدنيا ومقر الخلافة ”اسطنبول“ مزبلة (بالمعنى الحرفي) وكان الشعب التركي يعاني ويلات التراجع الاقتصادي وانعدام الخدمات والتضييق على الحريات. ولكن باقي القصة التي تعرفونها، أن أردوغان وحزبه أحدثوا تغييرا جذريا في كل مرافق الحياة، مِن بنية تحتية (طرق ومواصلات) إلى التعليم إلى الصحة إلى الزراعة إلى الصناعة إلى السياحة. فتحولت تركيا (كلها وليس فقط اسطنبول) على مدى العقدين الماضيين إلى واحدة مِن الدول الصاعدة اقتصاديا.

وقد جذب هذا التحول الكثير مِن الناس (عرب وأوربيين وروس وغيرهم) للمجيء والعيش والاستثمار في تركيا. بل وأصبحت أيضا ملاذا للعرب الهاربين من الاضطهاد في بلادهم … مِن سوريا والعراق ومصر والخليج العربي وغيرها مِن البلدان.

توفر الفرص
والحقيقة أن تركيا لا تزال تشهد صعودا اقتصاديا كبيرا ومشاريع تنموية عملاقة بمعنى الكلمة مِن العمران والبنية التحتية ومشاريع صناعية ضخمة فهي بلد صناعي كبير ومهم عالميا، كما أنها بلد زراعي من الطراز الأول، وهذا يفتح الباب للعرب الذين يرغبون بالانخراط في هذه الطفرة الاقتصادية.
والأبواب مفتوحة للكفاءات التقنية العالية أو في مجال الاستيراد والتصدير أو السياحة بما فيها السياحة الطبية أو قطاع العقارات أو الصناعة أو الزراعة … إلخ.

ولكن عليك أن تعرف أن الشعب التركي شعب مجتهد يُقدِّس العمل ولا يعبأ بساعات العمل الطويلة، كما أن له أفضلية أنه ابن البلد مِن حيث اللغة ومعرفة تفاصيل البلد. لذلك إذا كنتَ ترغبُ بالقدوم إلى تركيا للعمل فيجب أن تكون عندك ”أفضلية تنافسية“ ويجب أن تكسر حاجز اللغة. بدون هذه الأفضلية التنافسية وبدون كسر حاجز اللغة ستكون تجربتك مرهقة وقد تكون سلبية.

أفضلية تنافسية مثلا في أنك تعرف التجار في بلدك ويمكنك أن تكون وسيطا تجاريا للتعريف ب المنتجات التركية وتوريدها. أفضلية تنافسية في معرفتك لمستثمرين أو أشخاص يرغبون بشراء عقارات وأراضي فتعمل بحكم معرفتك لهم وللغة كوسيط. أفضلية تنافسية في تفوقك في تخصصك … إلخ.

وتذكر أنه حتى مَن يعمل في البناء وغسل الأطباق في المطاعم أتراك.

وإذا تمعّنت في الذين يحذورن مِن المجيء إلى تركيا ستجد أنهم في معظهم مفتقدين لتك الأفضلية التنافسية وأنهم بالرغم من وجودهم في تركيا فإنهم لم يتعلموا اللغة جيدا.

لا مناص من تعلم اللغة التركية
هل ذكرتُ لكم مِن قبل أن الشعب التركي لا يتحدث إلا اللغة التركية؟ 🙂 لذلك فلا بد من كسر هذا الحاجز وفيما سوى رجال الأعمال أو أصحاب الرساميل الذين يمكنهم استئجار مترجمين محترفين فيما سوى هؤلاء فلا بد (وأكرر) لا بُدّ مِن كسر حاجز اللغة. ورغم أنّ كسر هذا الحاجز ليس بالأمر الهين، إلا أن الانطلاقة سهلة : مثلا تعلم الأساسيات التي تحتاجها للتعامل مع الناس في الحياة العامة: في أمور البيع والشراء وفي المطعم وطلب المساعدة والتعارف و معرفة الاتجاهات … إلخ.
ويتوفر محتوى ضخم جدا على الشابكة (الإنترنت) لتعليم اللغة التركية. لذلك أنصح مَن يفكر في تقييم فرصة تركيا أن يتخطى المستوى الأول مِن اللغة التركية (حتى قبل مجيئه). وستشكروني عندها لأنه ستشعرون أنّ لزيارتكم أو إقامتكم في تركيا طعم آخر.

المدن وأين تستقر؟
تركيا بلد كبير وفيه تنوع أيضا. وتعتبر اسطنبول العاصمة الفعلية وهي واحدة مِن أكبر مدن العالم (يبلغ تعداد سكانها ١٥ مليون نسمة) وتساهم اسطنبول لوحدها بنصف الاقتصاد التركي. وفيها أيضا تركيز كبير للجالية العربية.

ومِن المفيد جدا زيارة بعض المدن الأخرى مثل بورصة وأنقرة وقونيا وربما مدن الجنوب ذات الأكثرية الناطقة بالعربية مثل ماردين ومرسين وهاطاي وغيرها، لتتعرفوا على هذا التنوع.

بالنسبة لي، فأنا أحب القرب من الناس والاختلاط بهم، لذلك اخترت السكن في منطقة بيرم باشا شمال الفاتح في القسم الأوروبي من المدينة. يعني تقريبا في قلب اسطنبول ومحاط بكل ما يمكن تخيله مِن أسواق شعبية ومترو ومجمعات تجارية ومتنزهات ومسجد قريب جدا. ولا يفصلني عن أي مكان آخر في اسطنبول أو خارجها سوى مشي دقائق لأصل إلى محطة المترو القريبة وانطلق منها إلى وجهتي.

الإقامة والجنسية
الحصول على الإقامة في تركيا سهلٌ جدا. يمكنك بمجرد استئجار بيت أن تقدم للإقامة ”السياحية“ وتكون لمدة سنة أو سنتين وتجدد عند انتهائها.

وإذا كان عندك فائض نقدي يمكنك شراء عقار وأن تستخرج بناءً عليه إقامة ”عقارية“ لسنة أو سنتين تجدد عند انتهائها، والإقامة العقارية تكاد لا تختلف عن الإقامة السياحية بالمناسبة.
كما أنها لا تعطيك الحق في الحصول على الجنسية.

فحذار حذار من أن تقع في فخ بعض المسوقين العقاريين الذين يوهموك بغير ذلك.

لكي تحصل على الجنسية عليك إما أن تعمل بشكل رسمي ونظامي، فتأخذ إقامة ”عمل“ وبعد أربع أو خمس سنوات تحصل على الجنسية أو أن تكون مستثمرا لعقارات تزيد قيمتها عن مليون دولار لمدة ثلاث سنوات.

لذك أنصحك ولو في البداية أن تترك جانبا موضوع التفكير في الجنسية، وأن تتعلم أساسيات اللغة وتأتي لزيارة البلد مع أسرتك – وحاول في زيارتك قدر الإمكان أن تحيا حياتك الطبيعية وليس حياة السائح حتى تتعرف جيدا على طبيعة البلد والناس.

ثم تبدأ بتكوين شبكتك مِن المعارف والتفكير بأنواع الأعمال التي يمكنك الدخول فيها.

التعليم والصحة
توفر الدولة التعليم المدرسي والجامعي شبه المجاني وعلى أعلى مستوى. وهي باللغة التركية طبعا الأمر الذي يشكل تحديا أمام الأطفال القادمين من البلاد العربية لأن عليهم تعلم اللغة مِن الصفر.
المدارس في الحي الذي أعيش فيه منتشرة بكثرة وهي نظيفة ومرتبة جدا. وتوجد كذلك مدارس دولية وجامعات خاصّة وهي في العادة مكلفة جدا. ميزة المدارس الدولية أنها تدرس مناهج عربية: أردنية، سعودية، ليبية.
(تجربتي الشخصية هنا قاصرة، فلم يلتحق أبنائي بعد بالنظام التدريسي التركي)
تنتشر المراكز الصحية والمشافي (أو المستشفيات) العامة والخاصة في كل مكان. وتشتهر تركيا كذلك بالسياحة الطبية نظرا لما يتمتع القطاع الطبي فيها مِن سمعة عالية.
بالنسبة للعلاج فلم أجربه (ولله الحمد) ولكن مِن متطلبات الإقامة هو دفع مبلغ للتأمين الصحي والذي بموجبه تحصل على رعاية صحية شبه مجانية (كما قيل لي).

جودة الحياة وتكاليف المعيشة
أعتبرُ تركيا مِن أفضل بلدان العالم مِن حيث جودة الحياة، فأينما تولِ وجهك تجد الخضرة والهواء النقي، كما حباها الله بمناطق ومناظر طبيعة آسرة وخلابة. لذلك تجد السياحة الداخلية التركية نشيطة جدا. وموضوع الخضرة بالتحديد هو اكبر جاذب للسياحة العربية، خذ طرابزون أو صابنجا أو جبل أولو في بورصة أو متنزه غابات بلغراد في اسطنبول لتجد السياح العرب وقد أسرتهم تلك الغابات.

والبلاد زراعية مِن الطراز الأول، مما يعني أن معظم المأكولات النباتية والحيوانية تُنتج محليًا. فتجد لكل أطعمتهم نكهة ومذاق أصيل قلما تجده في بلاد أخرى.

ولذلك أيضا تعتبر كلفة الطعام قليلة (على فرض أنك تعرف من أين تشتري المنتجات الجيدة والرخيصة المتوفرة).

وكلفة السكن كذلك معتدلة باستثناء مدينة اسطنبول. وتنزل كلفة الإيجار بشكل كبير بمجرد خروجك من محيط المدينة. وقد سمعت أن الدولة تفرض سقفا للإيجارات لكل منطقة حتى لا تتضخم.

وإذا قررت العيش في اسطنبول فلن تحتاج إلى سيارة على الأغلب وذلك لتوفر مواصلات عامة على أعلى مستوى (مترو وحافلات وبواخر بحرية) وبسعر زهيد. ولا يعيب مواصلاتهم العامة تلك سوى الازدحام الذي يحدث في أوقات الذروة وكذلك يعيب الحياة داخل مدينة اسطنبول الضجيج.

الشتاء في تركيا أبرد من بلادنا (حتى مع التنوع المناخي في البلاد) ووسيلة التدفئة الأولى في اسطنبول هي الغاز الطبيعي الذي يتوفر مِن خلال تمديدات تصل إلى كافة البنايات السكنية. وهو فعّالٌ جدا، فلا تشعر بالبرد أبدا وأنت في منزلك. وأنصح بشكل خاص -من تجربتي- بالتدفئة تحت البلاط فهي عملية جدا والبيت يدفأ كله بسرعة دون أن تكون هنالك نقاط حرارية مركزة مثل التدفئة التقليدية.

ولا يفوتني أن أذكر وبشكل خاص الانتشار الرهيب للحدائق العامة داخل اسطنبول. فرغم الكثافة السكانية العالية فإنك ستجد حديقة عامة كل ٥٠٠ متر. وفي كل حديقة عامة مساحات خضراء للجلوس ونوافير ومقاعد وملعب للأطفال وأجهزة لياقة للكبار. وتشكل الحدائق العامّة متنفسا للناس وملتقىً لها فتجدهم يجتمعون فيها لشرب الشاي والحديث والتعارف.

كما لا يفوتني أن أذكر توفر اسواق شعبية أسبوعة (يسمونها بازار). ويحجز معظم الناس جزءًا مِن وقتهم في يوم البازار (كل منطقة لها يوم مختلف) ليشتروا كل ما يحتاجونه خلال الأسبوع وبأرخص الأثمان. وأجمل ما في البازار هو التنوع والوفرة. فأنت تجد خمسة بائعين على الأقل لكل صنف. ولِمن يزور اسطنبول فعليكم زيارة بازار الأربعاء في منطقة الفاتح حيث يأتي آلاف الباعة ليقدموا كل ما يخطر على البال من خضروات وفواكه ومستلزمات وملابس.
وكنتُ قد نشرتُ مقطعا قبل عيد الأضحى أبيّن فيه مشتريات الأسبوع كاملا مِن السوق الشعبي بحوالي ٣٠ دولار.

يعني لو أضفت باقي مشتريات الأسرة (عندي أربعة أولاد) فإن مصروفنا الأسبوعي -مِن المشتريات الأساسية – لا يزيد عن ١٠٠ – ١٥٠ دولار (إذا أضفنا اللحوم والمشتريات الأخرى والمواصلات خلال الأسبوع).

ولا داعي أن أخبركم عن وفرة الألبسة وباقي المستلزمات الأخرى. مثلا، تتوفر البضاعة بجودة عالية وأسعار متواضعة في إل سي ويكيكي (LC Waikiki) وهي واحدة مِن أشهر محلات الألبسة والتي تنتشر فروعها في كل مكان.

وهنالك أيضا متاجر السوق التعاونية بيم (BIM) المنتشرة والتي تعتبر مقصد مَن يبحث عن التوازن بين الجودة وانخفاض الثمن.

ولا يفوتني أن أذكر التقدم الكبير في التسوق الإلكتروني عند الأتراك. فهنالك الكثير من المواقع التي تقدم لكم كل شيء مثل موقع ”مِن المالك“ Sahibinden (مثل موقع السوق المفتوح عندنا سوى أنه أكبر بأضعاف) وموقع ”كل شيء هنا“ Hepsi Burada (مثل أمازون) وكثير منها يكون الدفع فيها عند التسليم.

الخاتمة
تركيا بلاد جميلة جدا، بأهلها المنظمين المجتهدين وبطبيعتها الخلابة وهي تضاهي بكل المقاييس أكثر البلاد تقدما. وفوق ذلك أهلها مسلمون (بالرغم من مظاهر عدم الالتزام) وثقافتهم وثقافتنا واحدة … لولا حاجز اللغة الذي ينبغي على من يفكر في المجيء إليها أن يتجاوزه.

ومما يميز تركيا أيضا كمستقر قربها من البلاد العربية. فرحلة الطائرة مِن اسطنبول إلى عمان تستغرق ما بين الساعتين والثلاث ساعات فقط.

ولا يفوتني أن أذكر أن تجربتي في تركيا لا تُقارن بإخوة لنا يعيشون فيها منذ سنوات وتمكنوا مِن اللغة والحياة، وأدعوهم بأن يساهموا بما يروه مناسبا مِن التفاصيل أو الإجابة عن الأسئلة.

قبل أن تأخذ قرارا نهائيا بالقدوم إلى تركيا: تعال في زيارة أو أكثر، عاين، خالط، ابحث، تعلم، تعرّف على الناس وكوّن انطباعاتك وقناعاتك الخاصة.

يسرني معرفة آرائكم وسأعكس ما يستجد على هذه المقالة.

للاستزادة
تتوفر على الشابكة (الإنترنت) العديد من المواقع وقنوات يوتيوب وصفحات فيسبوك وأنصح بشكل خاص بمتابعة قناة الأستاذ الفاضل أحمد السيد
https://www.youtube.com/watch?v=oZJ

وهذه هي صفحته المتخصصة على فايسبوك
https://www.facebook.com/ItsTrk/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *